کد مطلب:239489 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

المأمون یدرک حراجة الموقف
تلك هی باختصار حالة الحكم العباسی بشكل عام ؛ و حالة المأمون، و ظروفه فی الحكم بشكل خاص .. فی تلك الفترة من الزمن.. و قد اتضح لنا بجلاء : أن الوضع كان بالنسبة الی المأمون، و نظام حكمه، قد ازداد سوءا، بعد وصول المأمون الی الحكم، و تضاعفت الأخطار، التی كان یواجهها، و أصبح - هو و عرشه - فی مهب الریح، و تحت رحمة الأنواء .. و اذا كان لیس من الصعب علینا : أن نتصور مدی الخطر الذی كان یتهدد المأمون، و خلافته، و بالتالی مستقبل الخلافة العباسیة بشكل عام .. فانه من الطبیعی أن لا یكون من الصعب علی المأمون أفعی الدهاء و السیاسة أن یدرك - بعمق، الی أی حد كان مركزه ضعیفا ، و موقفه حرجا؛ حیث انه هو الذی كان یعیش - أكثر من أی انسان آخر - فی ذلك الخضم الزاخر بالمشاكل ، و المتاعب ، و الأخطار . و خصوصا و هو یواجه الثورات، و بالأخص ثورات العلویین، أقوی خصوم الدولة العباسیة، تظهر من كل جانب و مكان، و كل ناحیة من نواحی مملكته .. كما أنه لم یكن لیصعب علیه أن یدرك أن الكثیر من المشاكل التی یعانی منها انما كان نتیجة السیاسات الرعناء، التی انتهجها اسلافه، مع الناس عامة، و مع العلویین خاصة . و أن یدرك أن الاستمرار فی تلك السیاسة. أو حتی مجرد الاهمال، و التوانی فی علاج الوضع، سوف یكون من ابسط نتائجه أن تلقی خلافة العباسیین علی ایدی العلویین نفس المصیر الذی لقیته خلافة الامویین علی أیدی أسلافه من قبل ..